ودام الساحل بلدة ساحلية تقع بالجانب الغربي من ولاية المصنعة تطل على خليج عُمان بمنطقة الباطنة، تبعد 120 كيلومتر شمال غرب العاصمة مسقط يحدها من الغرب ولاية السويق ومن الجنوب ولاية الرستاق.
تشتهر ودام الساحل بساحلها الجميل الممتد لمسافة الكيلومترين مما جعل المؤرخين يشتقون اسمها نسباً لهذا الساحل الطويل الجميل المتميز بترابه الفضي. وكانت ودام منذ القدم على صلة دائمة مع البحر حيث كانت ترسو على ساحلها العديد من السفن التجارية تصل إلى الخمسين والتي جابت البحار قادمة من الهند والسند وسواحل شرق أفريقيا محملة بالبضائع مثل التمور والليمون والتوابل والأخشاب والبسر وعسل النخيل، وتعود محملة بالتوابل والبهارات مثل الهيل والقرنفل إلى جانب الأرز والمنسوجات الحريرية والقطنية.
كما كان لها دور كبير في نقل موروثات الحضارة العربية والإسلامية إلى تلك الدول مما جعل أهل ودام رواداً في ركوب البحر وحب الأسفار والتي عادة ما تكون في فصلي الربيع والخريف.
يعمل سكان ودام في السابق في جني ثمار النخيل مثل التمور والبسر والعسل والآخر يعمل في صيد الأسماك وصناعة السفن وأدوات الصيد.
يبلغ عدد سكان ودام الساحل وفق الإحصائية الحديثة حوالي الخمسة آلاف وستمائة نسمة(5600) يعمل معظمهم في صيد الأسماك والتجارة والبعض الآخر يعمل في الدوائر الحكومية وشركات القطاع الخاص.
كما اشتهرت ودام بمكانة ثقافية وعلمية عالية حيث كان يرتادها كثير من العلماء والفقهاء طلباً للعلم والمعرفة على يد العلامة الكبير صاحب علم العروض الخليل بن أحمد الفراهيدي العالم العربي الكبير المشهور بكتابه (العين) المولود بودام الساحل الذي ترعرع بها ثم هاجر إلى البصرة وتوفي فيها، وظهر في ودام كثير من العلماء والأدباء من أمثال محمد بن عمر الأنصاري ومحمد بن علي المجيني وأحمد بن محمد المطوع الكازروني وابنه صالح بن أحمد الكازروني وغيرهم والذين يعدون تلامذةً للعالم العربي الشهير.
كما اشتهرت ودام الساحل في عصر النهضة المباركة بالحركة الرياضية نظراً لوجود طاقات شبابية فذة أبدعت في مجال الرياضة وخاصة كرة القدم فكانت أول من أسس فريق لكرة القدم في الخارج وفي دولة الكويت بالتحديد حتى أتى عصر النهضة المباركة وعودة شباب هذا البلد للمساهمة في تدعيم الحركة الرياضية في السلطنة، وقد مثل شباب ودام الساحل نادي المصنعة في كثير من المحافل الرياضية سواء المحلية والخارجية وحازوا على الكثير من البطولات والجوائز التي امتلأ بهن خزائن نادي المصنعة.
كما حضت ودام الساحل في عصر النهضة بكثير من المكرمات السامية وأولها إقامة المدرسة الابتدائية والإعدادية للبنين عام 1973م والمدرسة الابتدائية والإعدادية للبنات في عام 1978م وإيصال المياه العذبة إلى البلدة في عام 1975م، ثم إعادة بناء الجامع الكبير ليضم كافة المصلين يوم الجمعة إضافة إلى إقامة أربعة مساجد أخرى لتغطي البلدة بأكملها لتأدية الصلوات الخمس، وكذلك تم إنشاء مدرستين للأولاد والبنات بالإضافة للشوارع المسفلتة مع إنارتها.
وكان في ودام الساحل حصن كبير يتوسط القرية تم إنشاؤه في العصور القديمة لحماية البلدة من غزاة البحر، وبعد زوال تلك الأخطار استخدم الحصن لتخزين وحفظ التمور وعسل النخيل(الدبس) والملح والأسماك المجففة تمهيداً لتصديرها للخارج، هذا إلى جانب برج البلدة الذي اتخذ لمراقبة المتسللين إلى البلدة وأتخذ الفريق من هذا البرج شعاراَ له بالإضافة إلى البحر وشجرة النخيل دلالة على مهنة الأجداد في السابق.